مدير شركة برمجيات صحار mohd@soharsoft.com
و ما يقال عن اي تجربة شخصية ، يقال ايضا عن تجارب المؤسسات و مديريها. فكما تغيّر القرارات مسارك في الحياة ، فإن لها نفس القدرة على تغيير مسار اي مؤسسة و تحويل نتائجها من الخسارة المحتّمة إلى الأرباح الهائلة، او من النجاح إلى المزيد من النجاح والازدهار.
المسارات المتعددة
ليست قليلة هي القرارات التي تتطلب الحياة منّا إتخاذها، و ليس سهلا مطلقا الخوض في كل تلك القرارات، و مع كل قرار تتخذه سواء أكان إيجابيا او سلبيا – بعدم مبالاتك بإتخاذ القرار و ترك الامور تسير على ماهي عليه- تتغير النتائج التي تحصل عليها والمتوقع أن تحصل عليها بصورة دراماتيكية لأبعد الحدود.
فلنأخذ هذا المثال في حياة المؤسسات:
تواجه العديد من المؤسسات اليوم الحاجة لإتخاذ قرار التحول الى النظام المتكامل لإدارة المصادر المعروف بنظام ERP ، و بما أن الإعتمادات اللازمة لحيازة وإقتناء هذا النظام ليست بالزهيد- سواء من الناحية المالية او من الناحية المتعلقة بتغيير طريقة الإدارة- فإن ادارات العديد من المؤسسات تواجه السؤال التالي:
هل يجب إستثمار كل هذا المبلغ و هذه المصادر و مواجهة صعوبات التغيير في طريقة الإدارة ؟
من هذا السؤال يمكن لنا ان نرى بوضوح وجود مسارين في هذا القرار:
الاول : نعم يجب إستثمار كل ذلك لكي نستطيع وضع المؤسسة في مكانتها الصحيحة وتأهيلها للمنافسه في عالم اليوم.
الثاني: لا ، حيث انه لايمكننا المخاطرة بطريقة تسيير الامور و كذلك فإننا بحاجة لإستثمار هذا المبلغ في امور اكثر إلحاحا.
إلا أن هذين القرارين لن يقوما بكل الدور المطلوب، حيث أنه بمجرد إتخاذهما ستظهر العديد من المسارات الجديدة التي تظهر في شكل قرارات و خيارات متعلقة بالقرار الذي تم إتخاذه ، فعلى سبيل المثال بمجرد إتخاذ قرار الإستثمار في هذا النظام سيكون لزاما إتخاذ قرارت اخرى منها على سبيل المثال:
هل سيتم إستخدام النظام ؟ و هل سيتم إتخاذ الإجراءات المطلوبة وتذليل كافة المعوقات التي تمنع إستخدامه من قبل من يحتاجون إليه؟ و هل سيتم الاستفادة مما يقدمه النظام من تقارير في إتخاذ القرارات القادمة للمؤسسة ؟
حيث أن من اهم الاخطاء الشائعة هو الإستثمار في أنظمة ضخمة و من ثم وضعها في الأجهزة و عدم إستخدامها او عدم وضع السياسات اللازمة لتسهيل إستخدام النظام الجديد، و عدم إستخدام المعلومات الواردة من النظام في إتخاذ القرارت ، فيصبح العائد على الإستثمار شبه معدوم ، ومن ثم نسمع العبارة الشهيرة : (لا فائدة إقتصادية تذكر من إستخدم تقنية المعلومات) !.
قرارات ناجحة
يخطئ الكثير من الإداريين في إعتقادهم بأن هناك قرار صحيح و قرار خاطئ، حيث لا توجد طريقة لقياس مدى صحة أي قرار، لكن يمكن قياس مدى نجاح القرار في تحقيق النتائج المرجوة من اتخاذه، ومن ثم يمكن القول بإن هناك قرارات ناجحة و قرارت غير ناجحة.
و على وجه العموم، يقاس نجاح القرار بمدى القدرة على تطبيقه و تحقيقه للنتائج المتوخاه منه، و هذا ما يحتاج لمتابعة دقيقة لمعرفة التقدم في تحقيق القرار على ارض الواقع، و بالتالي يتوقع من المدراء متابعة قراراتهم و جمع البيانات حول البيئات التي يتم فيها تنفيذ قراراتهم لمعرفة مدى نجاحها في تحقيق النتائج.
عندما يفشل قرار معين في تحقيق النتائج المتوخاه من إتخاذه، يصبح لزاما على الإداري المتفوّق إتخاذ قرار جديد يستفيد من تجربة القرار السابق و يحسن من فرصه في تحقيق نتائجه و بالتالي نقل المؤسسة لمستوى جديد من النجاح.
الأنظمة الإستراتيجية في دعم إتخاذ القرارات Decision Support Systems
بدأت العديد من الشركات و المؤسسات العالمية في إستخدام جيل جديد من الأنظمة المتقدمة للمساعدة في إتخاذ القرارات الإستراتيجية في العديد من المجالات التي تختص بعلاقاتها بالزبائن و الموردين والخدمات و المنتجات التي تقدمها و البحث و التطوير، و تعتمد هذه الأنظمة على كم هائل من البيانات المخزنة في خوادم البيانات Data Servers الخاصة بالشركة ، و من ثم تقوم بتحليلها و تحويلها لمعلومات اوتوماتيكيا و إدخالها في عملية مخصصة مسبقا Predefined Process لكي يتم الإعتماد عليها في توجيه التقرير المحتوي على إقتراح بقرار معين.
إن هذه الانظمة العالية الإتقان هي نتاج طبيعي لعملية بحث متواصل في طرق الإستفادة القصوى وزيادة المردود على إستثمار البيانات في المؤسسات، حيث يلزم أولا لبناء هذه الأنظمة بناء طبقة من الأنظمة تجمع البيانات من جميع عمليات المؤسسة و تستفيد من البيانات الواردة عن المتغيرات في البيئة الإقتصادية سواء من عوامل المنافسه و غيرها، و يمثل إستخدام النظام المتكامل لإدارة المصادر ERP حجر الأساس في بناء أنظمة دعم إتخاذ القرارات.
تحظى القليل من الشركات في العالم بفرصة إستخدام هذه الأنظمة المتقدمة، إلا أن فهم هذه الأنظمة والإستعداد لإستخدامها يعد ضرورة لكل المؤسسات، كما أن فهم هذه الانظمة يوفر الفرصه لإتخاذ قرار بإستخدام تقنية المعلومات لجمع البيانات كي تستخدم لاحقا كأساس لإستخدامها في بناء هذه الأنظمة في المؤسسة.
الخاتمة
إن التسلح بالبصيرة و القوة الداخلية المبنية على أساس ثابت من المعلومات و الرغبة الأكيدة في المتابعة و الدعم لتنفيذ اي قرار، هي من اقوى المهارات المطلوبة لإنجاح اي قرار، و بالتالي نقل المؤسسة إلى مستوى آخر من النجاح.