نواصل معكم قراءنا الكرام الجزء الاخير من مقالات الإدارة الإلكترونية ومكننة العمل الاداري،تطرقنا في العدد الماضي الى مجموعة من المواضيع منها للتذكير: عيوب الإدارة التقليدية » اقرأ المزيد
أدى انتشار استخدام تقنية المعلومات والاتصالات إلى إحداث تغيير في الهياكل الإدارية وأساليب العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة » اقرأ المزيد
دعونا نتصور مندوبا للمبيعات من شركة "ميتشلان" لبيع الإطارات، جالسا في قاعة الانتظار في واحدة من شركات السيارات الكبرى، بانتظار مقابلة رئيس مجلس إدارتها. وفي هذه الإثناء ينهمك المندوب باستخدام " المساعد الرقمي الشخصي " الخاص به في اتصالاته وفي الحصول على المعلومات التي تلزمه عن بعد. وهو بذلك يبقى على اتصال بالمستجدات في عالم السيارات، وكذلك على صلة وثيقة بكافة مصادر المعلومات الأخرى.
في هذه اللحظة، يتلقى المندوب اتصالا من خلال " المساعد الرقمي الشخصي"، وهنالك من يبلغه بأن منافسي شركته في الولايات المتحدة الأمريكية، قد أعلنوا عن إنتاج إطار للشاحنات ينافس نوعية الإطار الذي يحاول تسويقه اليوم. يبادر بالدخول إلى الإنترنت والإطلاع على الخبر ومعاينة الفوارق الأساسية بين المنتجين. وهكذا، فإنه وتبعا لاستعداده الشخصي واحتياجاته المهنية ، يمكن لمندوب المبيعات، وعلى مدار الساعة، وطوال أيام الأسبوع، أن يبقى على تواصل دائم مع المستجدات إثناء جلوسه في قاعة انتظار إحدى الشركات، أو خلال استراحة الغداء أو في عطلة نهاية الأسبوع. وهو بهذا يتلقى، وفي الوقت المناسب، أحدث المعلومات التي تخص المنتج الذي يحاول تسويقه، ويلم بالأخبار التي تتيحها محركات البحث وبوابات التجارة والأعمال الأخرى، ناهيك عن تواصله مع المكتب الرئيس لميتشلان في فرنسا. هذا هو مستقبل المعلومة الإلكترونية والتعلم الإلكتروني. وفي هذا العدد نسلط الضوء على بعض الحالات التي لها صلة بهذه المسألة، بدأ من جامعة السلطان قابوس، والكلية التقنية بنزوى، مرورا بالمؤسسة العامة للمناطق الصناعية، وكلية يوفيل بالمملكة المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية.
إن توفر المعلومة للعاملين في مجالات البيع والتسويق، والصحة والدفاع وغيرها من المجالات، في وقتها الصحيح، سيؤدي بالضرورة إلى إحداث تغيير جذري على طريقة أدائهم لأعمالهم. إلا أن المعلومة الإلكترونية والتعلم الإلكتروني، لازالا في المهد ، ففي عام 1997 لم تنفق الشركات الأمريكية ما يستحق الذكر في هذا المجال. أما في عام 2004 فقد بلغ حجم الإنفاق 5.6 مليار ريال عماني .
وعلى الرغم من أن التعلم الإلكتروني ينطوي على فرص كبيرة، فإن هنالك العديد من الصعوبات التي تكتنفه والعوائق التي تواجهه على صعيد عمليات توصيل المعلومة من خلال الإنترنت. إلا أن ما يأتي على رأس هذه المعوقات هو الثقافة السائدة، والأساليب البالية المتبعة في التعامل مع مسألة التدريب.
وسوف نتناول في هذه العدد تجربة شركة " سيمنس في أفريقيا على صعيد خطوط الهاتف الثابت والنقال، وحزمة النطاق العريض . وسنقوم أيضا باستعراض المعالج ترانسميتا في الفلاي بوك، ونستكمل مشوار المكتب الإلكتروني، كما نعالج مسألة استمرارية العمل وعدم انقطاعه وقدرته على مواجهة الكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى مواضيع أخرى قيمة.
نتمنى أن تستمعوا بالمواضيع والمقالات الشيقة التي يزخر بها هذا العدد. ولا ننسى أن نتوجه بعميق شكرنا لكل من ساندنا، أو أسهم في هذه المجلة وإلى كافة قرائنا الأعزاء.
هذا ويمكن الإطلاع على هذه المجلة من خلال موقعنا على الإنترنت www.digitaloman.com