زوان السبتي, إدارة الترويج لمجتمع عمان الرقمي - تقدم تقرير مفصل عن مشاركة سلطنة عمان بالقمة العالمية حول مجتمع المعلومات بتونس

قمة مجتمع المعلومات جاءت تتويجا للجهود التي بدأت في 10 ديسمبر 2003م حيث تم الاعتراف بوثيقة إعلان مبادئ جنيف التي هدفت إلى إعلان الوفود المشاركة رغبتها المشتركة والتزام ها المشترك لبناء مجتمع معلومات جامع هدفه الإنسان ويتجه نحو التنمية، مجتمع يستطيع كل فرد فيه استحداث المعلومات والمعارف والنفاذ إليها واستخدامها وتقاسمها، ويتمكن فيه الأفراد والمجتمعات والشعوب من تسخير إمكانياتهم للنهوض بتنميتهم المستدامة ولتحسين نوعية حياتهم، وذلك انطلاقاً من مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والتمسك بالاحترام الكامل للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، كما تم الاعتراف بخطة عمل جنيف التي تعد ترجمة ل لرؤية المشتركة والمبادئ التوجيهية الواردة في إعلان المبادئ إلى خطوط عمل ملموسة ل لتقدم في إحراز الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً، بما فيها الأهداف الواردة في إعلان الألفية، من خلال النهوض باستعمال المنتجات والشبكات والخدمات والتطبيقات القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومساعدة البلدان على تجاوز الفجوة الرقمية.

نحن في سلطنة عُمان وبتوجيهات من جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم عملنا جاهدين على تطوير الموارد البشرية كونها حجر الزاوية في تنمية أي مجتمع وكون الإنسان هو هدف التنمية وغايتها كما أنه هو أداتها وصانعها، وبقدر ما ينجح المجتمع في النهوض بموارده البشرية وتطويرها وتأهيلها وتدريبها وصقل مهاراتها وتنويع خبراتها، يكون نجاحه في إقامة الدولة العصرية المتقدمة في مختلف مجالات الحياة أكبر.

و بالطبع لم تغفل الحكومة الرشيدة لصاحب الجلالة توظيف تقنية المعلومات في التنمية المستدامة للموارد البشرية و تشجع المواطن ي ن على تبني وتكامل التقنية الرقمية في المنزل والعمل والتعليم بسهولة ويسر وبأقل تكلفة ممكنة.

ومن هذا المنطلق شاركت السلطنة في الإعداد لهذه القمة من خلال الاجتماعات التحضيرية سواء كانت إقليميه أو عالمية، و تم ذلك من خلال فريق الإعداد للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات الذي يترأسه سعادة الشيخ/ الفضل بن محمد الحارثي و كيل وزارة الاقتصاد الوطني لشؤون التنمية - نائب رئيس اللجنة التنفيذية لتقنية المعلومات و الذي تتلخص مهامه الإعداد للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات و تمثيل السلطنة في اجتماعاتها و متابعة تنفيذ قراراتها.

كما سبق و حرصت الأمانة الفنية لتقنية المعلومات على إبقائكم على علم بمستجدات القمة و الاجتماعات التحضيرية لها ونتائجها، ها نحن نطلعكم في هذا العدد على سير القمة و قراراتها.

آخر الاجتماعات التحضيرية من 13 إلى 15 نوفمبر 2005م

كان لابد من اجتماع تحضيري أخير لوضع النقاط على الحروف و للاتفاق على كل من وثيقة التزامات تونس و وثيقة برنامج عمل تونس بشأن مجتمع المعلومات.

بالطبع لا نستطيع القول بأن كل نقاط النقاش في هذا الاجتماع التحضيري الأخير الحاسم سارت بسلاسة إلا أننا نستطيع القول أن أعسرها كان موضوع إدارة الإنترنت.

نص ّ إعلان مبادئ جنيف على أنه:

( ينبغي أن تكون الإدارة الدولية للإنترنت متعددة الأطراف، وشفافة وديمقراطية، وبمشاركة كاملة من الحكومات والقطاع الخاص، والمجتمع المدني والمنظمات الدولية. ويجب أن تكفل توزيعاً منصفاً للموارد، وأن تيسر النفاذ أمام الجميع وأن تكفل تشغيلاً مستقراً وآمناً للإنترنت مع مراعاة التعدد اللغوي ).

على الرغم من تطلع جميع الوفود المشاركة و خاصة تلك الممثلة للدول النامية لتحقيق إدارة دولية متعددة الأطراف تتسم بالشفافية و بمشاركة كاملة من أصحاب المصلحة للإنترنت، إلا أن آلية عمل ذلك لم تتضح بعد لذا تقرر إنشاء منتدى للحوار حول تفعيل هذا المبدأ، و طالبت الوفود المشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أن يدعو إلى عقد اجتماع للمنتدى الجديد للحوار بين أصحاب المصلحة المتعددين، في الربع الثاني من عام 2006م ، بشأن السياسة العامة لإدارة الإنترنت - يطلق عليه منتدى إدارة الإنترنت ويكون في إطار عملية تتسم بالانفتاح والشمول و له الولاية التالية:

  • مناقشة قضايا السياسة العامة المتعلقة بالعناصر الرئيسية في إدارة الإنترنت لتعزيز استدامة الإنترنت ومتانة بنيتها وأمنها واستقرارها وتطويرها.
  • تسهيل التحاور بين مختلف الهيئات التي تتناول مختلف السياسات العامة الدولية التي تؤثر على قطاعات عريضة فيما يتعلق بالإنترنت ومناقشة المسائل التي لا تدخل في إطار اختصاص أي من الهيئات القائمة.
  • التواصل مع المنظمات الحكومية الدولية المختصة وسائر المؤسسات بشأن الأمور الواقعه ضمن اختصاصها.
  • تسهيل تبادل المعلومات وأفضل الممارسات، والاستفادة الكاملة في هذا الصدد من الخبرة التخصصية للأوساط الأكاديمية والعلمية والتقنية.
  • تقديم المشورة إلى جميع أصحاب المصلحة مع اقتراح السبل والوسائل التي من شأنها الإسراع في تيسر الإنترنت في البلدان النامية بتكلفة محتملة؛
  • تعزيز ودعم مشاركة أصحاب المصلحة في آليات إدارة الإنترنت الحالية والتي قد تنشأ مستقبلاً، ولا سيما أصحاب المصلحة من البلدان النامية.
  • تحديد القضايا الناشئة، وتوجيه نظر الهيئات المختصة وعموم الجمهور إليها وتقديم توصيات بشأنها حسب الحاجة.
  • المساهمة في بناء القدرات في مجال إدارة الإنترنت في البلدان النامية، والاستفادة بشكل كامل من الموارد المحلية.
  • القيام بصفة مستمرة بتشجيع وتقييم إدماج مبادئ القمة العالمية لمجتمع المعلومات في عمليات إدارة الإنترنت.
  • مناقشة مسائل أخرى منها ما يتصل بالموارد الرئيسية للإنترنت.
  • المساعدة في التوصل إلى حلول للقضايا الناشئة عن استعمال الإنترنت وعن سوء استعمالها.
  • نشر ما يتخذ من إجراءات.

و سيحقق منت دى إدارة الإنترنت تعددية الأطراف و الديمقراطية و الشفافية من خلال :

  • الاستناد إلى الهياكل الحالية لإدارة الإنترنت وتطويرها، مع التشديد بصفة خاصة على التكاملية بين جميع أصحاب المصلحة المشاركين في هذه العملية - أي الحكومات و القطاع الخاص والمجتمع المدني .
  • أن يكون هيكل المنتدى بسيطاً ولا مركزياً وأن يخضع لاستعراض دوري .
  • أن يجتمع المنتدى بصفة دورية حسب الحاجة و أن تعقد اجتماعاته، من حيث المبدأ، بالتوازي مع مؤتمرات الأمم المتحدة الرئيسية ذات الصلة .

يوم الثلاثاء بتاريخ 15 نوفمبر 2005م ما يقارب منتصف الليل .. أتفقت الوفود المشاركة على صيغة وثائق القمة على أن تٌرفع لقادة الدول لاعتمادها في يوم اختتام القمة في الـ 18 من نوفمبر 2005م.

للإطلاع على كل من وثيقة التزامات تونس و وثيقة برنامج عمل تونس سواء باللغة العربية أو الإنجليزية يرجى التكرم بزيارة : http://www.itu.int/wsis/tunis/index.html

قمة المعلومات – التزام القادة

ترأس الوفد الممثل للسلطنة في القمة العالمية حول مجتمع المعلومات معالي محمد بن علي الزبير – مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي ممثلا لصاحب الجلالة في هذه التظاهرة المعلوماتية، إذ حضر مراسم افتتاح القمة التي عقدت صباح يوم الأربعاء الـ 16 من نوفمبر 2005م.

شملت مراسم الافتتاح الكلمات التالية:

  • سعادة الرئيس/ زين العابدين بن علي – جمهورية تونس.
  • سعادة أمين العام للأمم المتحدة/ كوفي عنان – الأمم المتحدة.
  • سعادة الرئيس/ سامويل شميد – سويسرا.
  • سعادة أمين عام الاتحاد الدولي للاتصالات – يوشي أوتسومي.
  • السيدة/ شيرين عبادي رئيسة مركز المدافعين عن حقوق الإنسان - بالنيابة عن المجتمع المدني.
  • السيد/ كريج باريد – رئيس مجلس إدارة إنتل - بالنيابة عن القطاع الخاص.
  • سعادة السفير/ جانيس كاركلينز – رئيس اللجنة التحضيرية للمرحلة الثانية من القمة العالمية حول مجتمع المعلومات.

أكدت كلمات الافتتاح على التالي:

  • أهمية بناء مجتمع المعرفة والاتصال، في تأمين المستقبل الأفضل للبشرية جمعاء، و ضرورة خلق مزيد من التعاون والتكامل بين مختلف مكوناته وتقليص الفوارق بين الشعوب وتحقيق التنمية المتوازنة والعادلة، للحد من عمق الفجوة الرقمية، وتجاوز آثارها السلبية.
  • دعوة المجموعة الدولية إلى تضافر جهود ها من أجل تمكين كل الشعوب وخصوصا منها الأقل نموا، من الأخذ بأسباب التقدم الت قن ي والاستفادة من الثورة العلمية والرقمية التي يعيشها عالمنا اليوم بما يكفل للفرد حقه في الحصول على المعلومة .
  • ا لانتقال من طور التشخيص إلى طور الفعل والعمل، على أن يكون مؤتمر القمة هذا مؤتمرا يجلب الحلول، وأن يفضي إلى استخدام ت قنية المعلومات والاتصال بطرق جديدة تتيح فوائد جديدة لكافة الطبقات الاجتماعية. بل ويجب أن يعطي زخما جديدا لتنمية اقتصاد ومجتمعات البلدان الفقيرة، ولتغيير حياة الفقراء وبناء مجتمع المعلومات الذي تزداد فيه القدرات البشرية، وتتعزز، وتنمو، بتمكين الناس من الحصول على الأدوات والت قنيات التي يحتاجون إليها، مع تزويدهم بالتعليم والتدريب اللازم لهم لاستخدامها بفعالية.
  • وجوب تضافر جهود الجميع لبناء مجتمع معلومات أكثر عدلاً وإنصافاً تتاح فيه للعالم النامي إمكانية حقيقية لأول مرة للحاق بالعالم المتقدم، حتى وإن كان هذا العالم النامي يعاني من مشاكل مثل الافتقار إلى التصنيع وبُعد الشُقة وما إلى ذلك ، و لا ننسى أ ن بزوغ مجتمع المعلومات قد يؤدي إلى توسيع الفجوة الرقمية الحالية إذا لم يتمكن " المحرومون " من اللحاق بالركب من خلال خارطة طريق جنيف والتي تبين لنا المقاصد والسبل التي ينبغي انتهاجها.

و بعدها بدأت الجلسات العامة و التي تحدث فيها قادة الدول و ممثليهم عن أهم إنجازات دولهم في مجال تقنية المعلومات و الاتصالات وتفعيلها لخلق اقتصاد مبني على المعرفة، كما تحدث ممثلين عن كل من القطاع الخاص و المجتمع المدني.

جاء دور السلطنة في جلسات النقاش العام حسب القرعة في الـ 17 من نوفمبر 2005م، و ألقى كلمة السلطنة في جلسة النقاش العام سعادة الشيخ/ الفضل بن محمد الحارثي وكيل الاقتصاد الوطني لشؤون التنمية – نائب رئيس اللجنة التنفيذية لتقنية المعلومات.

و في بداية كلمة السلطنة عبّر سعادته نيابة عن سلطنة عمان عن تقدي ره وإشادته بمبادرة جمهورية تونس الشقيقة من اجل استضافة (المرحلة الثانية) من القمة العالمية لتتناول موضوع مجتمع المعلومات وسبل سد الفجوة الرقمية واستضافتها للمرحلة الثانية للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات. و توجه بالشكر والامتنان إلى الحكومة التونسية ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات على الجهود الكبيرة التي كرست للتحضير لهذه القمة.

و قد وضح سعادته في كلمته أن سلطنة عمان انطلاقا من استراتيجياتها التنموية وثوابت سياساتها الخارجية الداعمة للأمن والاستقرار الدولي تولي اهتماما خاصا بتقنية المعلومات والاتصالات وتسخيرها لخدمة التنمية على المستوى المحلي والدولي وانطلاقا من ذلك جاء تأييدها لكل جهد يبذل على هذا الصعيد وسعيها الدؤوب لتعزيز التعاون والتضامن الإقليمي والدولي في هذا المجال الحيوي. وفي ضوء ذلك شاركت السلطنة في القمة العالمية لمجتمع المعلومات المرحلة الأولى في جنيف 2003 والتزمت بمقررات القمة وتوجهاتها كما ساهمت في العديد من المؤتمرات الإقليمية العربية والخليجية المتصلة بهذا الموضوع. كما سعت السلطنة إلى تبادل خبراتها وتجربتها في مجال تقنية المعلومات مع الدول الأخرى.

هذا و أضاف سعادته للوفود المشاركة أن السلطنة في إطار الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني ( عمان 2020 ) تبنت وبهدف استدامة التنمية استراتيجية التنويع الاقتصادي والتي تقوم على تبني أساليب إنتاج ذات قيمة مضافة عالية. وفي ضوء ذلك اهتمت السلطنة بتطوير قدراتها في مجال تقنية المعلومات والاتصالات.

و تحدث بعد ذلك عن الاستراتيجية الوطنية لمجتمع عُمان الرقمي أو ما يعرف بـ (نحو عٌمان الرقمية) و استرسل موضحا أن هذه الإستراتيجية بنيت على منهجية موحدة تعاونية متكاملة بشقيها لبناء مجتمع عمان الرقمي، ولتوفير خدمات الحكومة الإلكترونية لكافة القطاعات بالسلطنة بدءا بالمواطنين وصولا لقطاع الأعمال. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق غايات التنمية المستدامة بالبلاد وتطوير كفاءة وفاعلية وشفافية تنفيذ الإجراءات الحكومية الداخلية.

و استرسل موضحا أن المحاور الرئيسية لهذه الاستراتيجية تتمثل في :

  • البنية الأساسية للشبكة الوطنية
  • البنية ا لأساسية للأنظمة المعلوماتية وتكاملها
  • خطط واستراتيجيات أمن المعلومات واستمرارية الأعمال
  • التشريعات الخاصة لتقنين وحماية المعاملات الإلكترونية
  • الفجوة الرقمية وتوعية كافية لمحو أمية المعلوماتية للمواطن العماني.
  • زيادة عدد العمانيين المدربين في مجال تقنية المعلومات والاتصالات.
  • إنشاء هيئات أخرى داعمة لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات.

و ختم سعادته كلمته برصد لبعض المشاريع التي تقوم السلطنة ب تنفيذها في إطار الاستراتيجية الوطنية لمجتمع عمان الرقمي من أهمها الشبكة الحكومية الموحدة للمعلومات والبيانات، البطاقة الذكية للمواطنين والمقيمين، بوابة أوبار لخدمات الحكومة الإلكترونية، مركز الخدمة الشاملة لرجال الأعمال ( One Stop Shop ) وشبكة التحويلات الإلكترونية للأموال إلى جانب ذلك فان هناك مشاريع أخرى أعدت وجاري التنسيق لتنفيذها خلال فترة خطة التنمية الخمسية السابعة. وهذا يجعل من عمان سوقاً واسعة لتقنيات المعلومات والاتصالات والخدمات المتصلة بها .

في الـ 18 من نوفمبر 2005م تم اعتماد وثائق القمة و تعهدت جميع الوفود بتنفيذ و متابعة قرارات القمة الواردة في وثائقها المعتمدة.

على هامش القمة:

السلطنة تفوز بجائزة قمة مجتمع المعلومات

أٌ علن في تونس عن فوز مشروع نظام سجل الأحوال المدنية للسلطنة كأفضل مشاريع تطبيقات الحكومة الالكترونية على مستوى العالم العربي وذلك في حفل تكريم المشاريع الفائزة بجائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات.

وكانت السلطنة قد شاركت في جائزة القمة العالمية حول مجتمع المعلومات بعدة مشاريع منها مشروع منهجية تطبيق استراتيجية عمان الرقمية للأمانة الفنية لتقنية المعلومات ومشروع نظام الأحوال المدنية لشرطة عمان السلطانية ومشروع استخدام الحاسب الكفي في التعداد العام لعام 2003 لوزارة الاقتصاد الوطني و مشروع واحة المعرفة.

في هذه المسابقة تنافس صانعوا المحتوى من القطاعين العام و الخاص و المجتمع المدني من جميع دول العالم، من خلال مواقعهم الإلكترونية و تطبيقات الحواسب الآلية و الأجهزة المحمولة، و كان الهدف من هذه المسابقة هو جسر الفجوة الرقمية من خلال خلق محتوى رقمي يخدم زائر الموقع أو مستخدم التطبيق، بصورة تتسم بالجودة و التكامل، التفاعلية من ناحية التصميم و المحتوى, سهولة و سرعة التصفح، توفير خدمات القيمة المضافة و أن يسهم في تطوير مجتمع المعلومات بصورة استراتيجية و أن يضع بعين الاعتبار خدمة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

جاءت مشاركة السلطنة في المنافسة من خلال فريق العمل للإعداد للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات بالتنسيق مع ممثل السلطنة في ما يعرف بخبراء جائزة قمة مجتمع المعلومات و بالفعل تم ترشح مجموعة من المشاريع المتميزة إقليميا و عالميا في مجتمع المعلومات.

جرى حفل التكريم في تونس في الـ 16 من نوفمبر 2005م، و تسلم سعادة الشيخ/ الفضل الحارثي شهادة فوز السلطنة عن موقع مشروع نظام سجل الأحوال المدنية كأفضل مشاريع تطبيقات الحكومة الالكترونية على مستوى الوطن العربي.

كان لنا هذا الحوار مع الضابط المدني/ يحيى الهميمي مصمم موقع الأحوال المدنية و المسئول عنه.

عٌمان الرقمية: ماذا كان الهدف من إنشاء موقع الأحوال المدنية؟

يهدف الموقع إلى تزويد الجمهور بالمعلومات عن خدمات الأحوال المدنية من إصدار البطاقات الشخصية للعمانيين وبطاقات الإقامة للمقيمين وتسجيل وإصدار شهادات الميلاد والوفاة وقيد بيانات الزواج والطلاق. وفي نفس الوقت يكون تفاعليا يساعد المهتمين من المواطنين والمقيمين على إرسال استفساراتهم ومقترحاتهم وملاحظاتهم وطباعة استمارات طلب خدمات البطاقة الشخصية وبطاقة الإقامة من خلال الموقع مقابل رسوم تدفع مقدما من خلال بطاقة تتوفر في مكاتب تعرف بـ "مكاتب معاملات" والملحقة بمراكز الأحوال المدنية وكذلك في مكاتب الطباعة وتخليص المعاملات.

عٌمان الرقمية: كيف عرفتم عن المسابقة؟

تمت مشاركتنا بترشيحنا من قبل سعادة المهندس محمد الوهيبي الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) كونه ممثل السلطنة في فريق خبراء جائزة قمة مجتمع المعلومات للمشاركة في المسابقة تحت فئة الحكومة الإلكترونية وبالتنسيق مع الأمانة الفنية بوزارة الاقتصاد الوطني تم إخطارنا بما تتطلبه المسابقة وأهدافها وقمنا بالعمل على ضوء ذلك.

عٌمان الرقمية: كيف تم الاستعداد للمنافسة؟

تم الاستعداد باتخاذ عدة خطوات تم في مجملها تكوين فريق عمل مؤهل وعلى دراية بتصميم المواقع الإلكترونية على الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت) من موظفي الإدارة العامة للأحوال المدنية وتم وضع الأهداف وخطة العمل ليكون الموقع قاعدة للحكومة الإلكترونية يقدم خدماته للمواطنين والمقيمين بشكل سهل وبجودة عالية وليفوز الموقع في المسابقة.

و قد عملت على إعادة تصميم الموقع بالتنسيق مع الأمانة الفنية لتقنية المعلومات من خلال كل من الفاضلة/ زوان بنت حمد السبتي و الاستشاري محمد رءوف توني الذين عملا على إعداد تصور لإعادة هيكلة و تصميم الموقع ليكون أكثر تفاعلا مع زائر الموقع و تقديم المعلومات بشكل بسيط و مفهوم لتوفير وقت زائر الموقع و خدمته بصورة أفضل و جعل تصفحه لموقعنا مفيدا.

كما أن مكتب ممثل السلطنة في فريق خبراء جائزة قمة مجتمع المعلومات ظل متابعا لتقدم سير العمل على إعادة تصميم الموقع من خلال رئيس فريق عمل التطوير بمكتبه المهندس/ أحمد بن سعيد الريامي.

و بشكل عام كان العمل على إعادة تصميم الموقع تجربة فريدة بالنسبة لي إذ أنني حظيت بفرصة العمل مع موظفين من جهات أخرى و التفكير بجميع المستخدمين للموقع و محاولة خدمة احتياجاتهم بصورة أفضل.

عٌمان الرقمية: ما هي الأسس التي وضعت في الاعتبار عند العمل على الموقع؟

  • أن يتميز بالحيوية في الشكل والمحتوى.
  • أن يكون تفاعليا مع المستخدمين والجمهور.
  • سرعة تصفحه والتنقل بين صفحاته.
  • توفير المعلومات بشكل بسيط ومفهوم.
  • تقديم خدمات على الموقع تهم مستخدميه.
  • قابليته لإضافة تطبيقات وخدمات مستقبلية.

عٌمان الرقمية: كيف كان تجاوب الإدارة بشكل عام مع فكرة المسابقة؟

لا يخفى على أحد أن نجاح أي عمل في مؤسسة ما يعتمد على الإدارة الناجحة، والمسئولين في الإدارة العامة للأحوال المدنية أولوا جل اهتمامهم لنجاح المشاركة في المسابقة والفوز فيها. وتم لنا ذلك بحمد الله.

و أخص بالذكر العقيد الدكتور/ سليمان الحارثي مدير عام الإدارة العامة للأحوال المدنية الذي جعل العمل على إعادة إنشاء الموقع يسيرا و أشرف شخصيا على تقدمه.

العقيد الدكتور/ سليمان الحارثي و الضابط/ يحيى الهميمي

عٌمان الرقمية: هل يستطيع ذوو الاحتياجات الخاصة وبخاصة المكفوفين تصفح الموقع بسهولة؟

الموقع يقدم معلومات غنية عن خدمات الإدارة العامة للأحوال المدنية وعن إجراءات ومتطلبات الحصول على الخدمات لذلك هو مصمم ليسهل للمستخدمين الإطلاع عليه وقراءته وتصفحه بما في ذلك بالبرامج الخاصة للمكفوفين، و قد أضفنا هذه الخاصية للموقع عندما عملنا على إعداد الموقع للمنافسة في المسابقة.

هذا و قد زار فريق العمل جمعية النور للمكفوفين بالخوير و حظينا بفرصة التحدث معهم و التعرف على استخداماتهم للمواقع الالكترونية بشكل عام و الحكومية بشكل خاص.

عٌمان الرقمية: ما هي رؤيتكم المستقبلية عن الموقع؟

أن يٌجاري الموقع تطور استخدام الإنترنت وأن يقدم الموقع خدماته إلكترونيا على الشبكة العالمية للمعلومات ومن أي مكان في العالم.

حضور متألق للسلطنة في معرض الـ ICT 4 all

هذا المعرض يعد من أهم الأحداث التي جرت على هامش القمة و قد تنافست حكومات الدول و مؤسسات القطاع الخاص و المجتمع المدني على المشاركة فيه و كانت السلطنة من الدول التي شاركت في معرض التقنية للجميع.

و على الرغم من صغر المساحة التي شغلتها السلطنة في المعرض إلا أن المشاركة جاءت متألقة و متميزة إذ أن المشاركة جاءت تحت شعار (نحو عٌمان الرقمية) و جمعت جميع أصحاب المصلحة في بناء مجتمع عٌمان الرقمي.

المشاريع التي تواجدت في المعرض تحت مظلة (نحو عٌمان الرقمية) من خلال الأمانة الفنية لتقنية المعلومات كانت:

  • مشروع الخدمات الإلكترونية ( أم ريال): بلدية مسقط
  • مشروع مراكز سند للخدمات الإلكترونية: شركة بهوان سايبرتك
  • حملة التوعية الإلكترونية: كلية الشرق الأوسط لتقنية المعلومات
  • مشروع حصر ا ستخدام تقنيات المعلومات: هيئة تنظيم ا لا تصالات بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس
  • مشروع تدريب المدربين ( Train the trainer ): مركز أبحاث ا لا تصالات بجامعة السلطان قابوس .

و تولى عملية التنسيق لمشاركة السلطنة في المعرض كلا من الفاضلة/ شريفة المسكري و الفاضل/ يوسف العبدلي، و مثّل المؤسسات الآنف ذكرها مجموعة من الشباب و الشابات و كانت العروض المعلوماتية التي قدمت حيوية و تفاعل معها زٌوار المعرض.

الفاضل/ خالد الريامي أحد الطلبة الذين شاركوا في حملة التوعية الإلكترونية و الذي تواجد في المعرض مٌمثلا لكلية الشرق الأوسط لتقنية المعلومات، و عند سؤال خالد عن شعوره لتواجده في مثل هذا المعرض العالمي؟ أجاب: بأنه سعيد لفوزه بمثل هذه الفرصة إذا أنه نافس على مستوى الكلية ليحظى بتمثيلها و أثبت جدارته و بأنه يمتلك المهارات اللازمة للتحدث لزوار المعرض. كما أضاف خالد الريامي بأن مبادرة فريق عمل الإعداد للقمة في إشراك كلية من القطاع الخاص في المعرض للتحدث عن خدماتها التي تقدمها للمجتمع يعد مبادرة حكيمة.

ممثلي المشاريع في استراحة

و عند سؤال الفاضلة/ سماح الوهيبي من هيئة تنظيم الاتصالات عن انطباعها عندما رشحتها الهيئة لتمثيل مشروع حصر ا ستخدام تقنيات المعلومات و الذي نٌفذ بالتعاون بين هيئة تنظيم الاتصالات و جامعة السلطان قابوس، سبقتها ابتسامتها مجيبة: كانت من الفرص المشرفة التي على يتحتم الفرد انتهازها . و استرسلت متحدثة أن مشروع (حصر استخدام وسائل الاتصالات وتقنية المعلومات بالنسبة للجنسين في سلطنة عمان ) ، غطى الهاتف النقال، الهاتف الثابت، الإنترنت، الفاكس، وشمل البحث جميع مناطق السلطنة عدا المنطقة الوسط ى و الفئات العمرية من 15 سنة فما فوق من مواطني السلطنة (طلبة وموظفين في القطاعين الحكومي و الخاص والباحثين عن العمل وربات البيوت) وتم من خلال الاستبيان التوصل إلى :

  • الفئات العمرية الأكثر استخداما لهذه الوسائل .
  • نسبة استخدام كلا من الذكور والإناث لوسائل الاتصالات .
  • تأثير دخل الفرد على استخدامه لوسائل الاتصالات .
  • تأثير وسائل الاتصالات على الفرد .
  • نسبة المستخدمين لوسائل الاتصالات داخل نطاق كل أسرة
  • أهمية وأولوية وسائل الاتصالات بالنسبة للفرد .
  • العقبات التي تحد وتقف تدون استخدام كل وسيلة من وسائل الاتصالات .

و عند سؤال الفاضلة/ طرفة الإسماعيلي من هيئة تنظيم الاتصالات عن مدى تقييمها لنجاح السلطنة في المعرض أجابت: نستطيع تقييم مشاركتنا من خلال تفاعل ممثلين المشاريع مع الحضور خلال أيام المعرض ومن خلال مدى تفاعل باقي الدول المشاركة و مدى اهتمامهم بالتعرف على الخدمات التي تقدمها السلطنة في هذا المجال ورغيتهم في التعرف على دور المواطن العماني في المساهمة في مواكبة دول العالم في الطفرة التكنولوجية , و أيضا رغبة الدول المشاركة في الإطلاع على تأثير وسائل الاتصالات على المواطن العماني ومدى إسهامها في التأثير على ال فرد العماني و نمط حياته.

و أضافت من ناحية أخرى تعتبر هذه المشاركة حافزا لنا كموظفات بمجال الاتصالات، حيث تعمل مثل هذه المشاركات على توسيع دائرة العلاقات العامة وتبادل الخبرات والاستفادة العكسية بين دول العالم، وهي أيضا توسع مدارك الفرد وتساعد على التعرف على ما توصلت إليه الدول المجاورة والتي تخدم في نفس المجال .

اختتام القمة

في مساء الـ 18 من نوفمبر 2005م، اعتمد قادة الدول و ممثليهم و الوفود المشاركة من القطاع العام و الخاص و المجتمع المدني وثائق القمة و أعلن اختتام قمة مجتمع المعلومات رسميا و انتقلنا من مرحلة التخطيط و إرساء المبادئ إلى مرحلة التنفيذ.

سماح الوهيبي و سالم العريمي من بلدية مسقط في حوار مع معالي الزبير و سعادة الشيخ الفضل

هذا و أتمنى أن أكون قد نجحت من خلال هذا السرد لوقائع القمة و فعالياتها الموازية في خلق فهم و تصور شامل عن القمة في أذهانكم أعزائي القراء، هذا و أنقل إلى علمكم أن فريق عمل الإعداد للقمة سيعمل من خلال الأمانة الفنية لتقنية المعلومات على تنفيذ قرارا ت القمة بالتتنسيق مع كافة أصحاب المصلحة في السلطنة.

و لا يسعني سوى أن أشكر جميع أعضاء فريق عمل الإعداد للقمة العالمية حول مجتمع المعلومات من وزارة الاقتصاد الوطني، هيئة تنظيم الاتصالات، واحة المعرفة و الشركة العمانية للاتصالات إذ حظيت بفرصة العمل معهم و التعلم منهم و تشرفت بتمثيل السلطنة في الاجتماعات التحضيرية للقمة على المستوى الإقليمي و العالمي، و لكم أتمنى أن أكون نجحت في تقديم صورة ايجابية عن الشباب العماني لكل من تشرفت بالعمل معهم أو التقيتهم في الإعداد للقمة أو أثنائها من كل دول العالم.

و ختاما يشرفني أن أقتبس سعادة الشيخ وكيل شؤون التنمية/الفضل بن محمد الحارثي رئيس فريق عمل الإعداد للقمة الذي تشرفت بالعمل تحت قيادته و معه (دعونا نعمل سويا لجعل هذه القمة نموذجا للتعاون وان نترجم مشروع إعلان المبادئ وخطة العمل إلى واقع ملموس تتجسد فيه كل مبادئ وقيم العمل المشترك ، من أ جل أن يصبح عالمنا أكثر حرية وأمنا وسلام ا).